قصص حقيقية من الواقع
قصص واقعية حقيقية ، نقدم لكم في هذا المقال 4 قصص حقيقية من واقعنا فريدة من نوعها هم : قصة سلامة الصدر ،قصة سيأخذهما بالحلال ،وخزة زوجية ،عامل النظافة وصفر الامتحان ، هيا لنبدأ معاً .
قصة سلامة الصدر
كان طلحة بن عبدالرحمن بن عوف أجود قريش في زمانه ،فقالت له امرأته يوما : ما رأيت قوما أشدّ لؤْما منْ إخوانك ! قال : ولم ذلك ؟! ،قالت : أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك ، وإِذا افتقرت تركوك ! فقال لها : هذا والله من كرمِ أخلاقِهم يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم ، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقِهم ! علّق على هذه القِصة الإمام الماوردي فقال : انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا ، وظاهر غدرِهم وفاء ..
وهذا والله يدل على ان سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة ، قوله تعالى :{ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} اللهم ارزقنا قلوبا سليمة ..
قصة كان سيأخذهما بالحلال
يحكى أن صبيا لقي الإمام علي رضي الله عنه يوما أمام المسجد فقال له : هل أمسك لك الفرس يا سيدي إلى أن تخرج ..؟ فنظر إليه الإمام و قال إن شئت ، و ترك له الفرس و دخل ،و بعد أن أتم الصلاة وضع يده في جيبه و أخرج درهمين يريد أن يعطيهما للصبي جزاء على ما صنع ،لكنه لما خرج وجد الصبي قد سرق اللجام و هرب ،وبدل أن يعطيهما له .. أعطاهما لابنه الحسن و قال له اذهب إلى السوق و اشتري لنا لجاما ،فذهب الحسن إلى السوق ليجد الصبي قد باع اللجام لرجل بدرهمين ،فلما علم سيدنا علي بالأمر قال : سبحان الله كان سيأخذهما بالحلال لكنه استعجل و أخذهما بالحرام ، إذا فالذي يسرق هو لن يأكل لقمة من وراء ربه ،ولا من غير إذنه أو علمه ،بل ما اكله قد كتبه الله و كان سيكون من نصيبه إلا ان استعجاله هو الذي جعله يأكله بالحرام ،لهذا يقول الشيخ الشعراوي في تفسيره لقضية الرزق ،والله لو علم السارق بطريقة الرزاق في تقسيم الأرزاق لما سرق ،لأنه سبحانه و تعالى فيما يروى في الصحيحين من حديث أنس ابن مالك ،وكل بالرحم ملكا يحدد بأمره رزقك وأجلك ،وشقي انت ام سعيد ،اذا فأنت أيها الإنسان نازل إلى الدنيا بخريطة متكاملة رزقك فيها مقدر مكتوب ،نعم مكتوب لدرجة يقول الشيخ ان الله يحدد اسمك على الثمرة التي ستكون من نصيبك قبل جنيها من الشجرة صحيح هذه الثمرة قد تأكلها ضيافة ،وقد تشتريها بحر مالك ،وقد تقدم لك هدية ،وقد تسرقها ،وقد تتسلوها، فالسرقة و الشراء و التسول من اختيارك الذي ستسأل عنه غدا امام الله و تحاسب عنه ،اما الثمرة فهي لك و لن يأخذها أحد غيرك و لو انطبقت السماء على الأرض ..لهذا البطولة أخي هي أن تأكل رزقك بالحلال و بطريقة مشروعة لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن روح القدس قد نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها و تستوعب رزقها فاتقوا الله عباد الله و اجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء الرزق ان يطلب بمعصيته فإن الله تعالى ما عنده لا ينال الا بطاعته.
قصة وخزة زوجية
تشاجرت كالعادة مع زوجتي لأحد الأسباب التافهة وتطور الخلاف إلى أن قلت لها : إن وجودك في حياتي لا نكهة سعيدة معها أبداً ، فوجودك وعدمه واحد ، وكل ما تفعلينه تستطيع أي خادمة أن تفعل أفضل منه ،فما كان منها إلا أن نظرت لي بعين دامعة وتركتني ، وذهبت إلى الغرفة الأخرى وتركت أنا الأمر وراء ظهري بدون أي اهتمام وخلدت إلى نومٍ عميق ،مر هذا الموقف على ذهني وأنا أشيع جثمان زوجتي إلى قبرها ، والحضور يعزوني على مصابي فيها ،الشيء الذي راودني هو أني لم أشعر بفرق كبير ؛ ربما شعرت ببعض الحزن ولكنى كنت أبرر ذلك بأن العشرة لها وقعٌ على النفس ، وكلها يومين وسأنسى كل ذلك ،عدت إلى البيت بعد انتهاء مراسم العزاء ، ولكن ما أن دخلت البيت حتى شعرت بوحشة شديدة تعتصر قلبي وبغصة في حلقى لا تفارقه ،أحسست بفراغ فى المنزل لم أعتده وكأن جدران البيت غادرت معها ، استلقيت على السرير متحاشياً النظر إلى موضع نومها ، وبعد ثلاثة أيام انتهت مجالس التعزية. استيقظت في الصباح متأخراً عن ميعاد العمل ، فنظرت إلى موضع نومها لأوبخها على عدم إيقاظي باكراً كما اعتدت منها ، ولكنى تذكرت أنها قد تركتني إلى الأبد ، ولا سبيل إلا أن أعتمد على نفسى لأول مرة منذ أن تزوجتها ،ذهبت إلى عملي ومر اليوم ببطء شديد ، ولكن أكثر ما افتقدت هو مكالمتها اليومية لكي تخبرني بمتطلبات البيت ، يتبعها شجار معتاد على ماهية الطلبات وإخباري ألا أتأخر عليها كثيراً ،وفكرت أنه بالرغم من أن هذه المكالمة اليومية كانت تزعجني ، ولكنى لم أفكر قط أن طلبها منى ألا أتأخر قد يكون بسبب حبها لي ، أتذكر كلماتها الحنونة ، لكني لم اترجمها واقعاً ، كنت أتعمد التأخير عنها بزيارة أصدقائي ثم أعود إلى البيت وقلبي يتمنى أن أن يرى ابتسامتها الصافية تستقبلني على الباب وأن أسمع جملتها المعتادة : جبت كل إلى قلت لك عليه...؟ وأرد عليها : قلبي في الأكياس ، ما تقولي حاجة ناقصة. كنت أرى جملتها هذه كأنها سوء استقبال ، ولكني الأن أشتاق إلى سماعها ولو لمرة واحدة ، فالبيت أصبح خاوياً لا روح فيه ، الدقائق تمر علي وأنا وحيداً كأنها ساعات ، يا الله كم تركتها تقضى الساعات وحيدة يومياً بدون أن أفكر في إحساسها ،كم أهملتها وكنت أنظر إلى نفسى فقط دون أن أنظر إلى راحتها وسعادتها ،كم فكرت فيما أريد أنا ، لا ما تريده هيه ، وزاد الأمر علي حين مرضت ، كم افتقدت يديها الحانيتين ورعايتها لى وسهرها علي إلى أن يتم الله شفائي كأنها أمي وليست زوجتي ، وبكيت كما لم أبك من قبل ولم أفتأ أردد يا رب ارحمها بقدر ما ظلمتها أنا ؛ وظللت هكذا حتى صرعني النوم ولم أفق إلا على رنين جرس المنبه فاعتدلت في فراشي ولكن مهلاً تمتمت بكلمات الشكر لله تعالى ، يا الله إنه مجرد حلم ، أضغاث أحلام ، لم يحدث شيء من هذا فى الواقع. هرعت إلى الغرفة التي بها زوجتي اقتربت منها وقلبي يكاد يتوقف من الفرح وجدتها نائمة ووسادتها مغرورقه بالدموع ، أيقظتها فنظرت إليها باستغراب لا يخلو من العتاب ، لم أتمالك نفسى وأمسكت بيديها وقبلتها ، ثم نظرت لها بعين دامعة وقلت لها من كل قلبي : أنا أحبك ، اكتشفت أني لا أستطيع الحياة بدونك ، ولكن مما تبكين يا عزيزتي ...؟ قالت : خفت عليك كثيراً لمّا وجدتك تتنفس بصعوبة وأنت مغمور في أحلامك ،للأسف الكثير منا لا يدرك قيمة الأحبّة في حياته حتى نفتقدهم ،علينا محاولة تنشيط أواصر المحبة والأخوة والروابط العائلية والصداقة بحسن المعاشرة واللين والكلمة الطيبة ،إن كان عندك مخزوناً من العاطفة والمودة فانثرها على أحبابك ما دمت في أوساطهم ، وإلا بعد الفراق فليس للمشاعر قيمة في غيابهم ،علينا أن نتعلم من الحياة إيجابياتها ، قبل أن يصدمنا قلم القدر ، فنتعلم رغماً على أنوفنا ، كيف نتعامل مع جمالية الحياة ،أدام الله المحبة والسعادة بيننا .
قصة عامل النظافة وصفر الامتحان
تفاجأت أن امتحان مادة علاقات عامة الذي أعده دكتور سؤال واحد فقط لكنه ذكي جدا وعليه درجة عالية .. السؤال : ما الاسم الأول لعامل النظافة الذي يعمل في الجامعة التي ندرس فيها صعقني السؤال .. لقد دخلت قاعة الامتحان مملوء بالثقة خاصة بعد أن درست أياماً طويلة وحفظت نظريات في العلاقات العامة ومن كتب مختلفة لأكون جاهزاً للإجابة على عشرة أسئلة وفي أصعب النظريات ،ولكن كل ذلك لم يشفع لي أن أجيب على اسم عامل النظافة صرت أنظر لورقة الإجابة البيضاء تماماً كعقلي في تلك اللحظة ومستحضراً ابتسامة عامل النظافة الأسمر الذي كان يمر بجوارنا عشرات المرات يومياً و دون أن أٌكلف نفسي بالحديث معه أو سؤاله عن اسمه ،النتيجة النهائية أنه لم يجب على السؤال سوى طالب واحد من أصل ١٦ طالب ،لقد كَشَفَنا الدكتور أمام أنفسنا و أراد أن يعلمنا درساً هاماً و بارعاً .. علمنا أن لا نهتم فقط بالنظريات .. ففي سوق العمل التنافسي يجب أن تُشَّمر عن ساعديك وتخالط الناس لتتعلم منهم وتبادلهم الخبرات، علمنا أن الشخص الناجح هو الذي يبادر الآخرين ويكسر حاجز الغرور والخجل .. علمنا الدرس الأهم الا وهو أن بعض مفاتيح نجاحنا تكون بيد موظفين بسطاء لا نلقي لهم بالاً ولا نلقي عليهم حتى التحية ، علمنا أن لا يكتفي المسؤول بالجلوس في مكتبه معزولاً عن بقية موظفيه .. ويفصل بينه وبينهم حواجز كثيرة وهذه السياسة في الإدارة هي سبب نقوع الدول في تخلفها ،سلمت ورقة الامتحان خالية و توجهت مسرعاً ومبتسماً لعامل النظافة الذي بادلني الابتسامة والحوار و سألته : ما اسمك .؟ فأجابني ، لكن كانت المعلومة متأخرة.
........................... للانتقال الى مجموعة القصص الثالثة ""
تعليقات
إرسال تعليق