قصص حقيقية من الواقع
قصص واقعية حقيقية ، نقدم لكم في هذا المقال 4 قصص حقيقية من واقعنا فريدة من نوعها هم : قصة ورقة التوت ،قصة الحطاب المشغول ،قصة الحبة المهدئة ،إبراهيم بن أدهم ، هيا لنبدأ معاً .
قصة ورقة التوت
عندما ترقيت إلى منصب " مدير " كان من ضمن الموظفين شابٌ نشيطٌ جداً، وناجحٌ في عمله ، كان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ ، كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً ،ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة لكنني رفضتها فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ، واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور ،ولأنني أعرف أنه ليس مريضاً ذهبتُ صباحاً إلى بيته وانتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته وهو يحمل عدّة الرحلات كاد الموظف يذوبُ خجلاً ، ووجههُ يتقلّب حرجا ،بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي ، وأنني لستُ بتلك السذاجة التي يظنُّها وبرهنت له أنه كاذب ، وخصمتُ عنه أجرَ اليوم مضاعفاً لكن ماذا حصل بعد ذلك ،بعد أيامٍ ، تقدَّم الشابُّ باستقالته من جهتي ، خسرتُ جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها ، ولم يعُد بالإمكان أن أرفع لإدارتي العليا نسبَ الإنجاز السابقة ، وصرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز وهم قليل كان غباءاً منقطعَ النظير ، ما الذي استفدتُه من ذلك يومها ، اكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا يكون بسبب التضييق على الآخرين ، وإغلاق منافذ الهروب ما يجعل الطرف الآخر أمام خيارين :إما أن يهربَ مِنك وتَخسر جهده ، أو يتخذك عدواً فيكيدُ لك ، ويدعو عليك وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس وفي كلا الحالتين تكونُ خاسراً ،لذلك أجدُ من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ لتسمحَ للطرفِ الآخر أن يتراجَع ، أن يهربَ بِكرامة ، فبعضُ التغافل مفيدٌ جداً لن تكون منتصراً فعلياً فيما لو كشفتَ المرء أمامكَ وأمام نفسه حد التعرية ، حيث لن يجد بداً من المواجهة أو الهروب.
قصة الحطاب المشغول
كان هناك حطاب يبحث عن عمل حتى وجد أناساً يعملون لصالح تاجر أخشاب، فسأل عنه فأخبروه بأن ذلك التاجر أمين وصادق ويعطى كل ذي حق حقه. فذهب ذلك الحطاب الى التاجر وطلب منه أن يعمل عنده، فوافق التاجر وأعطاه منشاراً، ودلّهُ على المكان الذى يريده أن يعمل فيه ، ذهب الحطاب متحمساً، وفي أول يوم قطع (15) شجرة، فسعد التاجر وقال له: بوركت على هذا الإنجاز، استمر على هذا العمل الجاد، وفى اليوم الثاني قطع (10) أشجار، وفى اليوم الثالث قطع (7)، وهكذا في كل يوم يقل عدد الأشجار التي يقطعها ،حدَّث الحطّاب نفسه أنه بالتأكيد قد بدأ يفقد قواه، فذهب إلى صاحب العمل وقال له: أرجوك أن تقبل اعتذاري هذا عن مقدار قطعي للأخشاب الذى يقل مع مرور كل يوم! فأنا لا أعلم ما الذي يجرى لي، حيث أذهب كل صباح ولا أرجع إلا مع المغيب، وأبذل قصارى جهدي كي أقطع أكبر عدد من الأشجار، ولكن.. فقاطعه التاجر فقال: متى آخر مرة شحذت (حدَدَت) منشارك؟ رد الحطّاب: ماذا؟ حددتُ منشاري؟! وهل لديّ الوقت لأحدّ المنشار، فقد كنت مشغولاً بقطع الأشجار طيلة الأيام السابقة !!
قصة الحبة المهدئة
قصة إبراهيم بن أدهم
ذكروا أن صاحباً لإبراهيم بن أدهم مر عليه وهو جالس مع أصحابه فنظر إليهم ولم يسلم عليهم ! ، فقال بعضهم : أرأيت يا إبراهيم كيف نظر إلينا ولم يلق السلام علينا ؟ ، فقال إبراهيم : لعله مكروب ...فلا يذهل عن أصحابه إلا من به كرب ، فلحق به إبراهيم وقال له : مالك لم تلق علينا السلام يا أبا فلإنو ؟! ،قال :امرأتي تلد وليس عندي ما يصلحها ..(أي ما يكفي لحاجتها) .. ثم انصرف ، فقال إبراهيم لأصحابه : والله لقد ظلمناه مرتين : مرة أن أسأنا به الظن ... ومرة أن تركناه حتى احتاج !! ثم اقترض إبراهيم دينارين ... اشترى بدينار منها لحما وعسلا وزيتا ودقيقا ... وأسرع بهم إلى بيت صاحبه .. فلما طرق الباب قالت زوج صاحبه وهي تتوجع: من بالباب ؟ قال : إبراهيم بن أدهم ... خذي ما عند الباب ...فرج الله عنك ... ثم انصرف ، فلما فتحت ووجدت الحاجيات وفوقها الدينار الآخر ، سمعها من بعيد تدعو متأثرة وتقول : اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم أبدا .
تعليقات
إرسال تعليق